*

*"جولدا مائير والاعتراف بالهزيمة"**

12 أكتوبر 2024

أقيمت في **مكتبة مصر الجديدة العامة** يوم السبت الموافق 12 أكتوبر 2024، ندوة خاصة إحياءً لذكرى انتصار أكتوبر المجيد، تحت عنوان **"جولدا مائير والاعتراف بالهزيمة"**، قدمها الدكتور **جمال شقرة**، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس. هذه الندوة جاءت ضمن سلسلة فعاليات ثقافية وتاريخية تهدف إلى تسليط الضوء على أحداث مفصلية في التاريخ المصري الحديث، وخاصة حرب أكتوبر 1973، التي لا تزال تمثل رمزاً للصمود والانتصار.

استهل الدكتور جمال شقرة الندوة بتقديم تحليل عميق للشخصية السياسية الإسرائيلية **جولدا مائير**، التي كانت تشغل منصب رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر. وتناول في حديثه كيف أن هذه الحرب مثّلت صدمة كبيرة لإسرائيل على المستويات السياسية والعسكرية والنفسية. وأشار الدكتور شقرة إلى أن جولدا مائير في مذكراتها، بل وفي تصريحاتها العلنية، عبّرت عن حالة الذهول التي أصابت القيادة الإسرائيلية، خاصة مع فشل إسرائيل في توقع الهجوم المصري السوري المشترك في السادس من أكتوبر 1973.

تعمّق الدكتور شقرة في النقاش حول القرارات الاستراتيجية التي اتخذتها مائير خلال الحرب، وكيف أن تلك القرارات كانت في كثير من الأحيان محكومة بالتخبط والارتباك نتيجة للانتصارات التي حققتها القوات المصرية على جبهة قناة السويس. كما تناول الندوة وثائق سرية وشهادات من داخل المؤسسة الإسرائيلية، حيث تم الكشف عن محاولات متعددة لإخفاء حقيقة الهزيمة عن الرأي العام الإسرائيلي في البداية، قبل أن تُجبر القيادة على الاعتراف بالهزيمة أمام الضغوط الداخلية والخارجية.

ركزت الندوة أيضاً على تأثير انتصار القوات المصرية على نفسية جولدا مائير، التي وُصفت في بعض الروايات بأنها دخلت في حالة من الاكتئاب بعد الحرب، معتبرة أن الحرب كانت ضربة قاصمة للحلم الإسرائيلي بالهيمنة على المنطقة. وناقش الدكتور شقرة كيف كانت جولدا مائير تُدرك أن هذه الهزيمة ستغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط، وستدفع إسرائيل لإعادة التفكير في سياستها الخارجية والدفاعية.

كما تناولت الندوة الأبعاد التاريخية والسياسية للاعتراف بالهزيمة في إسرائيل بعد الحرب، وكيف أثرت هذه الهزيمة على المسار السياسي لجولدا مائير نفسها، التي قدّمت استقالتها بعد أشهر من الحرب نتيجة للغضب الشعبي وفشل الحكومة الإسرائيلية في تقديم إجابات واضحة عن أسباب الهزيمة.

في نهاية الندوة، فتح الدكتور جمال شقرة باب النقاش مع الحضور، حيث طرح الجمهور أسئلة متنوعة حول تأثير انتصار أكتوبر على مسار العلاقات المصرية الإسرائيلية، وكذلك على الساحة الدولية. وأكد الدكتور شقرة على أن هذه الحرب لم تكن فقط انتصاراً عسكرياً، بل كانت انتصاراً لإرادة الشعب المصري وصموده، واستعادت جزءاً كبيراً من الكرامة الوطنية التي تم المساس بها في أعقاب نكسة 1967.

تأتي هذه الندوة كجزء من جهود مكتبة مصر الجديدة العامة لتعزيز الوعي التاريخي والثقافي لدى الجمهور، والاحتفاء بالتاريخ الوطني المصري من خلال استضافة شخصيات بارزة في مجالات التاريخ والسياسة، مثل الدكتور جمال شقرة، لتقديم رؤى وتحليلات تفتح آفاقاً جديدة لفهم الأحداث التاريخية الهامة.

البوم صور

أحدث الاخبار

اشترك في القائمة البريدية لتبقَ على اطلاع على أحدث الاخبار و الفعاليات