ندوة (( القلق .. الخوف من العفريت ))
اقرا المزيد
**ندوة بمكتبة المستقبل تناقش الفيلم الإيراني "عملية الطرح" بمشاركة الدكتور سامح توفيق والأستاذ أحمد العرابي**
في إطار الفعاليات الثقافية المستمرة التي تنظمها مكتبة المستقبل، أقيمت يوم الخميس الماضي ندوة ثقافية لمناقشة الفيلم الإيراني الشهير "عملية الطرح"، بحضور نخبة من المثقفين والفنانين ورواد المكتبة. الندوة كانت من تقديم الدكتور سامح توفيق، أستاذ النقد السينمائي، والأستاذ أحمد العرابي، الناقد السينمائي والمختص في دراسة السينما الإيرانية.
**مضمون الفيلم والرسالة الفنية**
تحدث الدكتور سامح توفيق في بداية الندوة عن الخلفية العامة للفيلم، مشيرًا إلى أن "عملية الطرح" يمثل نموذجًا للفن الإيراني المعاصر الذي يمزج بين الرمزية والواقعية. الفيلم يتناول قصة مجموعة من الأفراد الذين يسعون لإيجاد طريق جديد لحياتهم بعد أن عانوا من خسائر اجتماعية واقتصادية، ويتعامل مع قضايا الهوية والنضال الفردي في مواجهة الظروف القاسية. وأشار الدكتور توفيق إلى أن الفيلم يعد تحفة فنية بسبب قدرته على الجمع بين البساطة في السرد والعمق في الرسائل، مما يجعله ممتعًا ومثيرًا للتفكير في الوقت ذاته.
**السينما الإيرانية بين الفن والسياسة**
من جانبه، ألقى الأستاذ أحمد العرابي الضوء على السياق الاجتماعي والسياسي الذي أنتج فيه هذا الفيلم، موضحًا أن السينما الإيرانية دائمًا ما كانت مرآة للتغيرات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها البلاد. وأشار إلى أن "عملية الطرح" ليس مجرد فيلم درامي بل هو عمل فني يتجاوز السطح ليغوص في أعماق المجتمع الإيراني، مستعرضًا دور السينما الإيرانية كأداة للمعارضة الناعمة ومقاومة التحديات التي تواجه حرية التعبير في البلاد.
**التقنيات السينمائية والإخراج**
في حديثهما عن الجانب التقني للفيلم، أشاد الدكتور توفيق والأستاذ العرابي بالإخراج المميز والتصوير السينمائي الذي استخدم فيه المخرج مشاهد طبيعية وصورًا تمثل العزلة والانفصال الذي يعاني منه الشخصيات. كما أشادوا بالتمثيل الرائع والواقعية التي تم تجسيدها في أداء الممثلين، حيث أظهر الفيلم قدرات فنية عالية تجذب المشاهدين وتجعلهم يعيشون معاناة الشخصيات وكأنهم جزء منها.
**نقاش مفتوح مع الجمهور**
بعد انتهاء المحاضرات، أتيحت الفرصة للجمهور للمشاركة في النقاش وطرح الأسئلة. تبادل الحاضرون وجهات النظر حول موضوعات الفيلم، وتأثير السينما الإيرانية على السينما العالمية. تركز النقاش حول الرسائل السياسية والاجتماعية التي يحملها الفيلم، وكيف يعكس الواقع الإيراني بطريقة رمزية تخاطب العقل والقلب في آن واحد.
**خاتمة الندوة**
اختتمت الندوة بتأكيد على أهمية مواصلة استضافة فعاليات مشابهة تسلط الضوء على السينما العالمية، خاصة السينما الإيرانية التي تمكنت من إثبات وجودها في الساحة الفنية العالمية رغم التحديات. كما عبر الحاضرون عن سعادتهم بثراء الحوار وعمق التحليل الذي قدمه كل من الدكتور سامح توفيق والأستاذ أحمد العرابي، مؤكدين أن هذه الندوة أضافت لهم أبعادًا جديدة لفهم السينما كأداة ثقافية مؤثرة.
تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تسعى مكتبة المستقبل إلى تنظيمها بهدف تعزيز الثقافة السينمائية وتشجيع الحوار الفني بين مختلف الشرائح الاجتماعية، مما يعزز دور المكتبة كمنارة ثقافية في المجتمع.